بقلم : – MARIA POPOVAعبر مدونة The Marginalian
ترجمة : هيفاء غزواني .
عن كتاب ” the work of arts “

كتب بيتهوفن في رسالته ” touching letter of advice ” لفتاة صغيرة أرادت أن تكون فنانة ” من المحزن أن الفنان الحقيقي لا يصل لتلك النقطة التي اظهر فيها عبقريته الفذة الواضحة كشروق الشمس”.
وصفت مصممة الرقصات مارثا غراهام هذا النوع الخاص من الحزن المخيم بأنه نوع من “عدم الرضا الإلهي“. إنه شيء مختلف تمامًا عن صوت تأنيب الضمير الداخلي بيننا؛ إنه بالأحرى نوع من “اجعل المجهول منك ظاهرًا”، كما كتبت جورجيا أوكيف في رسالتها الرائعة “Letter of Advice on the Creative Life” إلى الشاب شيروودأندرسون: “أبقي المجهول دائمًا أمامك”. مسألة التحرر من الذات والدخول في شيء أكبر من فكرة البقاء في نفس المكان؛ الإبداع، بعد كل ذلك، هو فقط أفضل ما نفعله لنصنع أفضل نسخة منا سواء الآن أو في المستقبل. نحن نكتب قصيدة أو نؤلف رواية أو نصنع أغنية، إنها طريقتنا لفهم العالم من حولنا وكذلك توضيح أنفسنا للعالم.
أننا شبه مفهومين لأنفسنا، ولأننا نغرق في الغموض وارتباك الوعي وسط عالم تحكمه قوى بعيدة عن متناول فهمنا أو سيطرتنا، فإن الأعمال الفنية مليئة بالسخط والشكوك، وكذلك الفشل والبدايات الخاطئة. ومع كل ذلك، فإن تقديس الحقيقة والجمال الذي نسميه ثقافة هو دليل على أنه بطريقة ما، مرة بعد مرة، من تحت الأنقاض والحروب والأوبئة والآلام، تمكن الفنانون بإيمانهم بإبداعهم من مواصلة إظهار هذه الأعمال الساحرة التي صنعت معنى جميلًا جعل الحياة حلوة وصالحة للعيش بشكل متفائل.

من غرابة التحرر الذاتي الذي يقوم به الفنانون، قام محرر المجلة آدم موس باستكشاف الفكرة حول ذلك وتفسيرها في “The Work of Art: How Something Comes from Nothing” – نافذة كاشفة على الحس الإبداعي في الداخل والتصرفات من خلال المحادثات والتأملات مع بعض الفنانين المحبوبين في عصرنا – شعراء، رسامون، روائيون، موسيقيون، مخرجون، معماريون، وحتى الطهاة – ركز كل منهم على كيفية إظهار عمله المعين بشكل مبدع ومبهر، ما يكشفونه مثل “حينما تلتقي العزيمة بالحس المبدع يظهر الأمر كما لو أنها حفلة صاخبة”. نتاج العاطفة والمثابرة يجعل أي فكرة تتألق بالحياة.
قرن مضى بعد أن قام غراهام والاس بدور رائد في كتابته “The First Systematic Theory of the Stages of the Creative Process“، يتأمل موس – القائل ” المهووس بالسعي يحصل على الأفضل ” – انعكاس هذا الأمر على سيكولوجية النفس يفسرها في هذا الاقتباس:
“يتطلب الفن الوصول إلى الخيال، وهو مكان صعب الزيارة. يغذي الخيال الفكر ويترك الفنان يتصرف بشكل مندفع، غالبًا متهورًا لهذه الأفكار، لكنه يكون صارمًا واعيًا ومقيمًا بشدة لما أطلقه خياله. في النهاية، تمكنهم الخبرة والفكر والبصيرة والقيادة من تشكيل العمل ثم تكوينه وتحريره مرارًا وتكرارًا حتى يصلوا به للفكرة المكتملة في خيالهم. كل مرحلة – التخيل، التشكيل، الحكم – مهمة بطريقة أو بأخرى. داخل كل منها محادثات ومحاور يمتص بها التأثير ويضعها في عمله، القيود والظروف مثل (الوقت، الحظ، الحلفاء). هذا التكوين قد يصادفه حادث ما. دائمًا، هناك طريقة يائسة تصل بهم لمرحلة التدمير والشك واليأس. لكن الحقيقة الواضحة كوضوح المكتوب في هذا الكتاب، أن أنجح المبدعين لا يستسلمون، حتى حينما يصل بهم اليأس للرمق الأخير.”
هذا الإبداع الذي لا ينضب هو ما دفع ألبر كامو إلى الكتابة بحماس كما فعل في”The Importance of Stubbornness in Creative Work“، وهو ما رددته الحائزة على جائزة نوبل لويز غلوك في حديثها مع موس عن كتابة قصيدتها الغريبة والرائعة “The Wild Iris” قبل أن توافيها المنية:
“إن أصعب شيء في الكتابة هو مقدار الصبر الذي تحتاجه. أعني، يمكنك أن تفعل أشياء كثيرة، لكن كلما حاولت القيام بذلك تذهب القصيدة في طريق منحدر. يصبح الأمر كأنه تدبير، ترتيب تم إجراؤه بالعقل بدلاً من اكتشافه. إذا أردت اكتشاف شيء سيفاجئك أيضًا، عليك أن تنتظر… ما نحتاجه ليس الاجتهاد أو الذكاء. ما نحتاجه هو أن يظهر شيء خارج عن نفسك، أفضل من نفسك، لكن مع وصول إلى نفسك… أفضل هدية يمكن أن أقدمها لنفسي هي العناد والصبر.”

بسبب ملاحظة الطبيب النفسي إريك بيرن: “المشكلة الأبدية للإنسان هي كيفية تنظيم ساعات استيقاظه”، مسألة تنظيم الفنانين لوقتهم هي قانونهم الخاص، حيث تم كتابة بحث كامل عن سيكولوجية الروتين اليومي المثالي للعمل الإبداعي “The Psychology of the Ideal Daily Routine for Creative Work”.
عبر مايكل كننغهام عن أهمية البنية الزمنية في العديد من كتبه بـ:
“أحتاج إلى الكتابة أول شيء في الصباح. أحتاج إلى الانتقال من النوم والأحلام مباشرة إلى واقعي، لأن هذا الجزء من الاتفاق لأحافظ على روتين حياتي لسنوات، عليك الإيمان بهذا العالم.
إذا كنت سأقوم ببعض المهمات قبل الذهاب للعمل، هذا سيضيع علي رؤية الواقع لدرجة أنني حينما أشغل الحاسوب وأنظر إلى ما كنت أكتبه، كنت أضيع في أفكاري: ‘حسنًا، هذا ليس عمليًا مثل المنظف الجاف’ – أو حتى في الصيدلية أو في أي مكان أكون فيه.
أكتب لمدة أربع أو خمس ساعات، وبعد ذلك أتوقف. لكنني تعلمت أيضًا أنه بالنسبة لي سيكون مفيدًا أكثر التفكير في الوقت الذي تقضيه، بدلاً من ملء عدد غير محدد من الصفحات. لأنه إذا كان عليك فقط الكتابة دون تفكير، أنت تعرف أنه لن ينتج شيئًا.
هناك تلك الأيام التي تكون قلقًا من فقدان شغفك بالكتابة، لكن إذا كنت راغبًا ومستعدًا لكتابة ما يصل لعشر صفحات أو جملة واحدة، سأكون سعيدًا لأنني أوفيت بالتزامي.”

على الرغم من وجود مواضيع كثيرة حول هذا الموضوع، مواضيع تقدم الزخرفة النفسية للعمل الإبداعي، ناقشت الشاعرة ماري هاو – التي ناقشت كتابة قصيدتها المذهلة “Singularity” – الحاجة الملحة لتجاهل الذات كنوع من العلاج للوعي الذاتي لمعاناتنا.
شرح الموسيقار موسى سومني تحويل الوحدة إلى وقود لإشعال القوة الإبداعية والتغذي بها. كما كان للروائي مايكل كننغهام قول مشابه في أن القدرة على مفاجأة الذات والاستعداد للسماح لها بأخذك لأماكن لا تتوقع أن تذهب إليها عمدًا.
- الملحن ستيفن سوندهايم: “الدقة مطلوبة والمرونة واجبة“.
- الفنانة كارا ووكر: أهمية الشعور بأنك مازلت غِرًا في كل مرة تنتج عملاً جديدًا، مهما كانت خبرتك.
- المذيع إيرا غلاس: قوة الإرادة مرهقة دائمًا لكنها ضرورية لأنها تساعدك دائمًا حينما تكون في حالة حرب مع الرداءة.
- المخرجة صوفيا كوبولا: لا يمكن أن تترك مجالًا للتشكيك في نفسك، أفهم عقلك وما ترغب فيه تمامًا أثناء بناء فنك.
- الشيف سامين نصرت: أن تملك عقل مبتدئ وتعمل كخبير هو أهم توازن. الملحن نيكو موهلي: من المهم أن تقدس خصوصيتك وعالمك الخاص، حتى لو كان “كوكبًا لن يعيش فيه أحد سواك“.

كتاب The Work of Art ، هو عمل رائع في مجمله ، خيال خصب و إبداع منقطع النظير ، المسودات المهملة و صفحات المجلات المكتوبة بخط اليد ، الرسومات الأولية و النماذج الأولية ، الملحوظات الخاصة و خربشات منتصف الليل.
يمكنك استكمال السلسلة عبر قراءة كتاب نيك كيف عن ” the role of faith in creativity“
و كتاب لوسيل كليفتون حول ” the vital balance of intellect and intuition in making art”
و كتاب ريك ” the relationship between love, eros, solitude, and creativity,”
و أخيراً عمل دايفد بوي “advice to artists“







[…] في دراسة الفن بعينها، حيث يتناول الفلسفة تحليل وفهم عناصر الجمال والتعبير الفني. يهدف البحث في الاستاطيقا إلى فهم […]