تجذبُ روايات ستيفن كينغ ملايين القرّاء حول العالم، وتُدِرُّ عليه دخلاً سنوياً يُقدَّرُ بسبعة عَشر مليون دولار. في مذكّراته (عن الكتابة: مذكّرات الحرفة) ذَكَر بعض أسرار الحرفة، ودون تلطيف صرّح: “لن أكذب وأقول: لا يوجد كُتّاب سيئين. اعذروني، فما أكثرهم!”
ولكي لا تمسي من أولئك الكُتاب السيئين، فإليك خمسة دروس عن الكتابة مختارة من مذكّرات ستيفن كينغ .
1- توقّف عن مشاهدة التلفاز، واستعض عنه بالقراءة بأكبر قدرٍ ممكن.
إذا كُنت كاتباً غراً، فأول ما يجب أن تتخلص منه هو التلفاز. إذ يصفه كينغ بـ”مسمم الإبداع”. فالكُتّاب يحتاجون أن يمعنوا في التفكر في أنفسهم وينشغلوا بالخيال الحيّ. وليحققوا ذلك، عليهم أن يقرؤوا قدر الإمكان. يحمل كينغ كتاباً حيثما ذهب، ويقرأ فيكل وقت وحين حتى أثناء الوجبات. يقول: “إذا أردتَ أن تصبح كاتباً، اقرأ واكتب أكثر من كل شيء.” اقرأ بشمولية، واسعَ باستمرار لتحسين أعمالك في الوقت نفسه.
2- اُكتُب لأجلك أولاً.
يجب أن يكون دافعك للكتابة هو مردودها من السعادة والرضا. فكما يقول كينغ:” كتبتُ لأجل متعة الكتابة الخالصة. وإن استطعتَ ممارستها من أجل المتعة، فستمارسها للأبد.” ويزودنا الكاتب كيرت فونيغت بوجهة نظر مشابهة إذ قال: “ابحث عن موضوعٍ تهتم به ويقودك قلبُك لدفع الآخرين على الاهتمام به كذلك،” ويُضيف: ”هذا الاهتمام الصادق بالأمر، وليس تلاعبك باللغة، سيصبح أكثر ما في أسلوبك جاذبيةً وإقناعاً.”
3- أتقن فنّ الوصف.
“يبدأ الوصف في خيال الكاتب وينتهي في مخيلة القارئ.” هكذا يعبّر كينغ عنه. فالأهم من كتابة المزيد من الكلمات هو تقنينها. تصوّر ما تريد للقارئ تجربته، ومن ثمّ حوّل تلك التجربة إلى كلمات مكتوبة. صِف الأشياء بطريقة “تجعل القارئ يستسلم لها ويقرّ بها.” مفتاح الوصف الجيد هو الوضوح؛ مُلاحظةً وكتابة. استعمل صورًا مبتكرة بمفردات بسيطة حتى لا تجهد القارئ. ويشير كينغ إلى أن “القارئ غالباً يضع القصة جانباً لأنها مملة، ومرد هذا الملل أن الكاتب تطوّر مأخوذًا بقدرته على الوصف مما أنساه أولوية الحفاظ على استمرارية الحبكة.”
4- لا تحاول سرقة صوتِ غيرك
على حدّ تعبير كينغ: “لا يمكنك توجيه كتاب كأنه قذيفة صاروخية.” فإذاما حاولت محاكاة أسلوب أي كاتبٍ بلا سبب -باستثناء الممارسة- لن تكون النتيجة سوى ‘تقليد مشوّه’، إذ لا يمكنك تكرار التجربة الشعورية لأي شخص، خصوصاً عن طريق اختلاس النظر على الكلمات والحبكة.
5- اُكتُب كل يوم، حرفياً.
يقول كينغ: “ما أن أبدأ العمل على مشروع، فإنني لا أتوقف ولا أتوانى عن إكماله إلا لضرورة قصوى..” ويُضيف: “إن لم أكتب كل يوم فإن الشخصيات في ذهني تبدأ بالتلاشي.. وأفقد السيطرة على حبكة القصة ووتيرتها.” إذا لم تستمر بالكتابة، فقد تفقد حماسك تجاه الفكرة. فلذلك يقدّم كينغ نصيحة مفادُها أن تكتب “كلمة واحدة في المرّة.”
للمختارات بقية في كتاب ستيفن كينغ، حيث يستعصر خلاصة تجربته ليتمكن الكُتاب الجدد من الاستفادة منها. ويمكننا القول بأنّ أهم أسرار الحرفة هو القراءة بنهم، والكتابة بلا انقطاع مع الحفاظ على أسلوبك الخاصّ. وإن لم تتعرف عليه بعد، فأفسح له المجال بالظهور مع الوقت.