فيلم ارجنتيني. من إخراج الأرجنتيني سيباستيان شيندل، ومن تمثيل دييغو بيريتي وخوان مينوجين وماكارينا أشاغا ومونيكا أنتوبوليس.



لوسيانا شابة تعمل في طباعة النصوص لدى أحد الكتاب المغمورين ويدعى كلوستر. لكن خيالات “كلوستر” الجنسية تجعله يقدم على تقبيلها ظنًا منه أن هناك إعجابًا متبادلًا، غير أنه يجابه بالرفض من قبل لوسيانا التي تخرج من منزله مسرعة وهاربة. وسرعان ما تتقدم نحوه بشكوى مطالبة بتعويض ومتهمة إياه بالتحرش الجنسي في مكان العمل. في المقابل فإن كلوستر متزوج من امرأة تعاني من اضطراب نفسي ولديهما ابنة تبلغ من العمر 5 سنوات وتدعى “بولي”. تصل دعوى التحرش القضائية من المحكمة إلى منزل “كلوستر” وتستلمها زوجته، مما يدخلها في حالة من التوتر الشديد، وتنتابها هستيريا تؤدي إلى فواجع في عائلته.
يرى “كلوستر” أن لوسيانا كانت جشعة تريد المال وبهدف تحقيق مرادها ذهبت إلى المحكمة، لذا فإن قلبها ليس طاهرًا كفاية. وكذلك يصف “كلوستر” شخصية “لوسيانا” بكونها غاوية ومتلاعبة، عمدت إلى إرسال تلميحات له ليقبلها لكنها عادت وانقضت عليه بعد مبادرته لتقبيلها. وصحيح أن القانون البشري لا يعاقب “لوسيانا” على “سلوكها”، لا بل يكافئها لكونها “ضحية” تحرش جنسي أثناء العمل، غير أن العدالة الإلهية لديها رأي أخر في المسألة! ومن هو المخول لتطبيق العدالة الإلهية؟ إنه “كلوستر”. هذه الإشكالية تفتح على مصراعيها للنقاش
حقائق حول الفيلم
- مقتبس من رواية The Slow Death of Luciana B للكاتب الأرجنتيني غيلييرمو مارتينيز
- قصة كاتب يظن نفسه إلهًا كلي القدرة، وله السلطة على تحقيق العدل والعدالة بيديه. إنها ثنائية الكاتب/الإله
- تتكرر عبارة “ليكس تاليونيس” في الفيلم، وهي تشير إلى مبدأ تطوّر في بداية القانون البابلي وينصّ على ضرورة أن يتلقى المجرمون عقاباً مشابهاً للإصابات والأضرار التي سبّبوها لضحاياهم. يقوم كتاب “كلوستر” الجديد على هذه الفكرة أيضاً
- يقول كلوستر: “لا يوجد منظور آخر للعين بالعين. فالعين بالعين تعني أن نفعل بالمعتدي ما فعله بالضحية. بل تسعى المقولة إلى تحقيق عقاب يعادل المعاناة التي ألحقها الجاني”. لكن من هو المخول للبحث في مسألة مقدار الألم ومقدار القصاص الواجب اتخاذه؟!
- توجد مصادفات مع “كلوستر”، كذا لا توجد مصادفات عند الرب. كل شيء مخطط مسبقًا. فللرب خطة، بالرغم من أننا لا نفهمها.
- يقول هنري جيمس، نقلًا عن لسان كلوستر: “الخيال ينافس الحياة، إن كان يمكن للخيال أن يحيي، فيمكنه أيضًا أن يميت”.
- هناك مسألة تواجهنا حول الأوهام التي تعترض “لوسيانا” وحول مدى الاضطراب النفسي الذي تعاني منه.
- يضعنا الفيلم أمام احتمالين وتفسيرين: هناك شك دائم حول من ينفذ عمليات القتل. هل هو كلوستر أم الإرادة الإلهية ام لوسيانا؟ هذا التساؤل مشروع في ظل التهيؤات التي ترينا إياها لوسيانا تهيؤات ربما تحيل إلى تبرئة كلوستر من المسألة.
هل كلوستر ولوسيانا هما اللاعبان الأساسيان في القصة؟ أم أن هناك لاعبًا ثالثًا تدخلت إرادته أيضًا في مسار الأحداث، وهذا اللاعب الثالث هو الإرادة الإلهية! ربما هناك اجتماع لإرادات عدة. أخيراً، يطرح الفيلم قصة آسرة تناقش مواضيع متنوعة مثل الخداع، والبحث عن الحقيقة، ونظرية العدالة الإلهية، ولجوء الناس إلى أساليب متطرفة بسبب تعطّشهم للانتقام. يقدّم الممثلون أداءً مقنعاً وتبدو القصة جاذبة بما يكفي لدفع الجمهور إلى متابعة المشاهدة حتى النهاية.