


تظهر في المشاهد الافتتاحية من الفيلم جبال ووديان ومساحات بيضاء تتنقل بينها كاميرا المخرج اﻹسباني “سامو فوينتس” التي ستضعنا، بعد ذلك مباشرةً، في مواجهة مارتينيون (Mario Casas)، بطل الفيلم، الذي يستعد للضغط على زناد بندقيته الموجهة نحو “أيل” سيجرُّه، بعد اصطياده، إلى منزله الذي يتوسط منازل أخرى هجرها سكانها منذ زمنٍ بعيد.
يعيش مارتينيون في هذا المكان، الذي تشكّل فيه سلوكه الفظ ونمط حياته التي أمضى ما فات منها في صيد الحيوانات، المهنة الوحيدة التي يستطيع الفرد ممارستها في قرية جبلية تغطيها الثلوج على مدار العام، وتحمل من القسوة ما يكفي لجعله فظًا في سلوكه ومعاملته وحتى في طريقة تناوله للطعام، التي كانت من بين أكثر التفاصيل التي ركزت عليها الكاميرا.

نقاط عن العمل:
- يكشف الفيلم عن شخصية بطلة الذي كان يعيش وحيداً في قمم الجبال، مما شكل طباعه الحادة والخشنة في التعامل مع الآخرين، واسلوب صمته الذي ميز طباعة
- الفيلم يركز على الوحدة التي شكلت طباع “مارتينيون” والتي تدفع مشروع زواجه للفشل بسبب صعوبة تحمل العيش معه في غياب تبادل الأحاديث وقصورها على تناول الطعام، ومساعدته في شؤون المنزل، وممارسة الجنس.
- وتركز المشاهد ايضا على طريقته الهمجية ايضا في ممارسة الجنس مع زوجته الأولى، والتي لم تحدث التغيير المطلوب في حياته.
- عاطفياً، يبدو “مارتينيون” لا يعرف التعبير عما بداخله، فنراه يطلق سراح حيواناته كي لا تموت من الجوع بعد موته، وفي مشهد آخر يجلس أمام قبر زوجته الأولى وهو يضم سرير الطفل الذي كان ينتظر قدومه لصدره، إلا أن المشهد الأكثر تعبيراً هو اعتنائه بالآخرين اثناء مرضهم في حين انه يظهر قبل موته وهو يتألم وحيداً وصامتاً.