نحن نعلم ان البشرية تنتج ثاني أكسيد الكربون نتيجة استخدام مجموعة متنوعة من الوقود منها: الفحم، والنفط، والغاز الطبيعي، والخشب. وهناك ملاحظة ثانية نحن «العلماء» على يقين منها، وهي أن كمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي تزداد ببطء، وقد قطعنا الآن حوالي 40% من الطريق الى مضاعفة تركيز ثاني أكسيد الكربون التي كانت موجوده في الجو قبل الثوره الصناعيه. قد يبدو قولي هذا مدهشاً، لكن تركيز ثاني أكسيد الكربون اليوم لا يزال صغيراً جداً ولا يبلغ إلا 38% جزيئاً لكل 100 الف جزيئ هواء و تضخ البشرية حوالي جزيئ واحد من ثاني أكسيد الكربون كل خمس سنوات أو نحو ذلك.

– هناك نقطتان مهمتان لابد من الإشارة إليهما بشأن زيادة ثاني أكسيد الكربون!!
- من غير المحتمل أن تكون هذه الزيادة ناشئة عن عمليات طبيعية لأن حرق الإنسان للوقود ينتج ثاني أكسيد الكربون بكميات تكفي لتفسير هذه الزيادة الملحوظة و اكثر! لكن قرابة 50% فقط من هذه الكميه يظل في الغلاف الجوي أما الباقي فهو «مفقود» و المفترض انه يُمتص في المحيطات والبيوسفير ويخصّب النباتات فيزيد معدلات نمو الحياة النباتيه حول العالم. وكما تلاحظ فإن هذا الجانب من «التلوث» البشري في حقيقته مفيد للحياة النباتيه و بالتالي لن تسمع كثيراً من حماة البيئة يذكرونه؛ فهم لا يريدون ان يتولد لدى أي شخص انطباع بأن انبعاثات ثاني اكسيد الكربون قد تكون لها جوانب تفيد البشرية.
- قد تسمع أحياناً قولهم: إن الأرض نفسها تبعث ثاني أكسيد الكربون أكثر بكثير مما يبعثه البشر. هذا حقيقي! لكنه قول حق أريد به باطل؛ فهناك كميات هائله من ثاني أكسيد الكربون تبعثها وتمتصها المحيطات و اليابسه باستمرار لكن المفترض أن تكون الكميات التي تبعثها «المنابع» في حالة توازن مع الكميات التي تمتصها «البالوعات»، بمعنى انه من المفترض ان يكون النظام في حالة توازن. أما الرأي السائد الآن فهو أن الزياده التدريجيه الحاليه في تركيز ثاني أكسيد الكربون في الجو دليل على ان البشرهم المصدرالجديد لثاني أكسيد الكربون الإضافي!
نحن نعلم ان ثاني أكسيد الكربون أحد الغازات الدفيئة (وهي عبارة عن بخار ماء وثاني اكسيد الكربون وغاز الميثان في الغلاف الجوي تشكل معاً بطانية مشعه ترفع حرارة أسفل الغلاف الجوي وتخفض حرارة أعلى الغلاف الجوي) بمعنى انه يحتجز الأشعه تحت الحمراء ومن ثم يحاول تسخين منطقة أسفل التروبوسفير حتى تبلغ لدرجة اعلى منها لو لم يكن هذا الغاز موجوداً. لكن لاثار الطقس التبريديه تاثير أقوى على درجات الحرارة السطحيه من التأثير التسخيني لغازات الدفيئة.
نحن على يقين تام بأن المتوسط الحالي لدرجة الحرارة السطحية العالمية لكوكب الأرض زاد درجة فهرنهايت واحدة على الأقل منذ حوالي قرن مضى، وقد حدث مايعادل 40% من هذه الزيادة قبل عام 1940 اي لا يمكن إلقاء اللوم فيه كليةً على انبعاثات غازات المدافئ؛ لأن البشرية لم تكن قد استعملت الوقود الأحفوري بكثرة حتى ذلك الحين. اما النسبه المتبقيه من هذه الزياده فقد حدثت منذ سبعينات القرن العشرين. إذاً فمن الصعب بمكان ان ننسب الارتفاع الحالي في درجة الحرارة الى سبب معين او اسباب معينه يقينيه، وهذا مايجعل زعمهم ان البشر هم السبب في الاحتباس الحراري يعتمد على الظن اكثر من اعتمادة على الملاحظة العملية، فنسبة معظم الارتفاع الحالي في درجة الحرارة او كله الى البشر ماهو الا تعبير عقائدي لانه يفترض مالا نعرفه(اي مدى التقلب المناخي الطبيعي الذي كان موجودا خلال الفترة الزمنية نفسها) و احد اسباب اعتقاد الكثير من العلماء ان الارتفاع الحالي في درجة الحرارة ناشئ عن الانبعاثات البشرية من ثاني اكسيد الكربون مرده ببساطه الى حقيقة ان الانبعاثات البشرية معروفة في حين ان التقلب المناخي الطبيعي بشكل عام مجهول بالنسبه لهم. فدون ان نعرف نصيب التقلب الطبيعي من الارتفاع الحالي في درجة الحرارة لاتوجد طريقة لمعرفة مدى ضلوع البشرية في تغير المناخي.و خلاصة القول ان الامور التي يعلمها العلماء يقيناً هي ان تركيز ثاني اكسيد الكربون في الغلاف الجوي يزداد ببطء وهو بسبب البشر على الارجح! و ان ثاني اكسيد الكربون هو احد الغازات الدفيئة و ان درجات الحرارة العالمية ارتفعت نحو درجة واحدة فهرنهايت منذ عام 1900 تقريبا. وهذه الحقائق في مجموعها تتفق يقيناً مع الفرضية القائلة بأن البشرية هي السبب في الاحتباس الحراري! لكن يجب ان نضع في اعتبارنا ان النظرية الاولى والوحيدة التي تتناول ظاهرة لوحظت «حديثاً» نادراً ماتبقى الى الأبد.